الأربعاء، 1 يوليو 2009

100- سورة العاديات


100- سورة العاديات
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم أقسم الله تعالى فى فاتحة هذه السورة بخيل الجهاد إن الإنسان لنعمة ربه لشديد الكفران، وإنه على ذلك فى الآخرة لشهيد على نفسه بما كان منه، وإنه لحبه المال لبخيل به حريص عليه، وذكَّر فى خاتمتها بالبعث ونبَّه إلى الحساب والجزاء.

**********
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)
1- أقسم بخيل الجهاد المسرعات، يسمع لأنفاسها صوت هو: الضبح.
* {‏ والعاديات ‏}‏ الخيل تعدو في الغزو وتضبح ‏{‏ ضبحاً ‏}‏ هو صوت أجوافها إذا عدت‏.‏
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : ‏{‏ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ‏}‏ الاية : قال مقاتل‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري فتأخر خبرهم فقال المنافقون‏:‏ قتلوا جميعاً فأخبر الله تعالى عنها فأنزل ‏{‏وَالعادِياتِ ضَبحاً‏}‏ يعني تلك الخيل‏.‏
- أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا أحمد بن محمد البتي أخبرنا محمد بن مكي أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن عبدة أخبرنا حفص بن جميع أخبرنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر فنزلت ‏{ ‏وَالعادِياتِ ضَبحاً‏ }‏ ضبحت بمناخرها إلى آخر السورة ومعنى أسهبت‏:‏ أمعنت في السهوب وهي الأرض الواسعة جمع سهب‏.‏

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)
2- بالخيل التى تخرج شرر النار من الأرض بوقْع حوافرها واندفاعها فى سيرها.
* {‏ فالموريات ‏}‏ الخيل توري النار ‏{‏ قدحاً ‏}‏ بحوافرها إذا سارت في الأرض ذات الحجارة بالليل‏.‏

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)
3- بالخيل التى تغير على العدو قبل طلوع الشمس.
* {‏ فالمغيرات صبحاً ‏}‏ الخيل تغير على العدو وقت الصبح بإغارة أصحابها‏.‏

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)
4- فأثارت هذه الخيل فى مواقع العدو غبارًا كثيفًا لا يشق.
* {‏ فأثرن ‏}‏ هيجن ‏{‏ به ‏}‏ بمكان عدوهن أو بذلك الوقت ‏{‏ نقعاً ‏}‏ غباراً بشدة حركتهن‏.‏

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)
5- فجعلن الغبار يتوسط جموع العدو حتى يصيبه الرعب والفزع.
* {‏ فوسطن به ‏}‏ بالنقع ‏{‏ جمعاً ‏}‏ من العدو، أي صرن وسطه وعطف الفعل على الاسم لأنه في تأويل الفعل أي واللاتي عدون فأورين فأغرن‏.‏

إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)
6- إن الإنسان لنعم ربه التى لا تحصى لشديد الكفران والجحود.
* {‏ إن الإنسان ‏}‏ الكافر ‏{‏ لربه لكنود ‏}‏ لكفور يجحد نعمته تعالى‏.

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
7- وإنه على ذلك فى الآخرة لشهيد على نفسه معترف بذنوبه.
* { وإنه على ذلك ‏}‏ أي كنوده ‏{‏ لشهيد ‏}‏ يشهد على نفسه بصنعه‏.‏

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
8- وإنه لحبه المال وحرصه عليه لبخيل به لا يؤدى ما وجب فيه.
* {‏ وإنه لحب الخير ‏}‏ أي المال الحب له فيبخل به‏.‏

ثلاثة أرباع الحزب 60
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
9- أجهل عاقبة أمره فلا يعلم إذا نُشِر ما فى القبور من أجساد، وجُمِع ما فى الصدور - وقد سُجل فى صحفهم - من خير اكتسبوه وشر اقترفوه.
* { أفلا يعلم إذا بُعثر ‏}‏ أثير وأخرج ‏{‏ ما في القبور ‏}‏ من الموتى، أي بعثوا‏.‏

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)
10- أجهل عاقبة أمره فلا يعلم إذا نُشِر ما فى القبور من أجساد، وجُمِع ما فى الصدور - وقد سُجل فى صحفهم - من خير اكتسبوه وشر اقترفوه.
* { وحصِّل ‏}‏ بين وأفرز ‏{‏ ما في الصدور ‏}‏ القلوب من الكفر والإيمان‏.‏

إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
11- إن ربهم وخالقهم - بأعمالهم وجزائهم يوم البعث والحساب - لخبير.
* { إن ربهم بهم يومئذ لخبير ‏}‏ لعالم فيجازيهم على كفرهم، أعيد الضمير جمعاً نظراً لمعنى الإنسان وهذه الجملة دلت على مفعول يعلم، أي إنا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ وهو تعالى خبير دائماً لأنه يوم المجازاة‏.‏

**********

فضائل سورة العاديات


فائدة ( 1 ) :
قال الامام الصادق ( رضى الله عنه ) : (( من قرأ سورة ( العاديات ) و أدمن قراءتها بعثه الله عز و جل مع أمير المؤمنين ( رضى الله عنه ) يوم القيامة خاصة )) .

فائدة ( 2 ) :
من قرا سورة ( العاديات ) فى ضيق العيش يرزقة الله من حيث لا يحتسب .

فائدة ( 3 ) :
من كتب سورة ( العاديات ) و أمسكها عنده أمن من المخاوف و تيسر له الرزق .

فائدة ( 4 ) :
سورة ( العاديات ) تعدل نصف القران .

فائدة ( 5 ) :
يستحب قراءة سورة ( العاديات ) فى صلاة العصر ثم الدعاء بعدها فى السجود تصرف عن بدن الانسان الشيطان و تصرف عن الانسان أى سوء .

فائدة ( 6 ) :
قال رسول الله : (( من صلى بها العشاء الاخرة عدل ثوابها نصف القران )) .

فائدة ( 7 ) :
قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( العاديات ) أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة و شهد جمعا )) .

فائدة ( 8 ) :
من سبح بسورة ( العاديات ) ( 100 مرة ) فى عمره بعد صلاة العصر يكون مستجاب الدعوة و تنجية من كل شر و حافظة له و تضفى علية المحبة من الجميع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق