107- سورة الماعون
مقدمة السورة
بسم الله الرحمن الرحيم تحدثت هذه السورة عن المكذب بالجزاء فى الآخرة، فذكرت من أوصافة: أنه يُهين اليتيم ويزجره غلظة لا تأديباً، وأنه لا يحث بقول أو فعل على إطعام المساكين. لأنه شحيح بماله. بخيل بما فى يده، ثم ذكرت فريقا شبيها بهذا المكذب بالجزاء، وهم الغافلون عن صلاتهم الذين لا يؤدونها كما طلبت، والذين يقومون بها صورة لا معنى. المراءون بأعمالهم. المانعون معونتهم من المحتاجين إليها، وتوعَّدت هؤلاء بالويل والهلاك ليرجعوا عن غيَّهم .
**********
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
1- أَعَرَفْت الذى يكذب بالجزاء والحساب فى الآخرة؟
* { أرأيت الذي يُكذِّب بالدين } بالجزاء والحساب، أي هل عرفته وإن لم تعرفه .
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
2- إن أردت أن تعرفه فهو الذى يدفع اليتيم دفعا عنيفا، ويقهره ويظلمه، ولا يحث على إطعام المسكين.
* { فذلك } بتقدير هو بعد الفاء { الذي يَدُعُّ اليتيم } أي يدفعه بعنف عن حقه.
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } الاية : قال مقاتل والكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي.
وقال ابن جريج: كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصا فأنزل الله تعالى {أَرأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ فَذَلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ}.
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
3- إن أردت أن تعرفه فهو الذى يدفع اليتيم دفعا عنيفا، ويقهره ويظلمه، ولا يحث على إطعام المسكين.
* { ولا يحض } نفسه ولا غيره { على طعام المسكين } أي إطعامه، نزلت في العاصي بن وائل أو الوليد بن المغيرة.
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
4- فهلاك للمصلين المتصفين بهذه الصفات الذين هم عن صلاتهم غافلون غير منتفعين بها.
* { فويل للمصلين } .
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } الاية : أخرج ابن المنذر عن طريف بن أبى طلحة عن ابن عباس فى قولة { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } الاية قال : نزلت فى المنافقين كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم اذا حضروا و يتركونها اذا غابوا و يمنعونهم العارية .
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)
5- فهلاك للمصلين المتصفين بهذه الصفات الذين هم عن صلاتهم غافلون غير منتفعين بها.
* { الذين هم عن صلاتهم ساهون } غافلون يؤخرونها عن وقتها.
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)
6- الذين هم يظهرون للناس أعمالهم لينالوا المنزلة فى قلوبهم والثناء عليهم.
* { الذين هم يراؤون } في الصلاة وغيرها.
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
7- ويمنعون معروفهم ومعونتهم عن الناس.
* { ويمنعون الماعون } كالإبرة والفأس والقدر والقصعة.
**********
فضائل سورة الماعون
فائدة ( 1 ) :
قال الامام الباقر ( رضى الله عنه ) : (( من قرأ سورة ( الماعون ) فى فرائضة و نوافله كان فيمن قبل الله عز و جل صلاته و صيامه و لم يحاسبه مما كان فيه فى الحياة الدنيا )) .
فائدة ( 2 ) :
قراءة سورة ( الماعون ) تحفظ ماعون البيت و أنيته من الكسر و الحطم .
فائدة ( 3 ) :
اذا قرئت سورة ( الماعون ) كل يوم على الماعون و انت مستقبل القبلة كانت حرسا له .
فائدة ( 4 ) :
من أدمن قراءة سورة ( الماعون ) قبل قوله و أمره أجيبت دعوته .
فائدة ( 5 ) :
من قام ليلة الخميس نصف الليل توضأ و صلى ( 12 ركعة ) يقرأ فى كل ركعة ( فاتحة الكتاب ) و سورة ( الماعون ) ( 10 مرات ) و يستغفر الله بين كل ركعتين ( 30 مرة ) فأذا فرغ سجد و سأل الله أى حاجة كانت أجيبت دعوته .
فائدة ( 6 ) :
من خواص سورة ( الماعون ) روى عن النبى أنه قال : (( من قرأ هذه السورة غفر الله له ما دامت الزكاة مؤداة )) .
فائدة ( 7 ) :
من قرأ سورة ( الماعون ) بعد صلاة الصبح ( 100 مرة ) حفظة الله الى صلاة الصبح .
فائدة ( 8 ) :
قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الماعون ) بعد العشاء الاخرة غفر الله له و حفظة الى صلاة الصبح )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق