الأربعاء، 1 يوليو 2009

105- سورة الفيل


105- سورة الفيل
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقصة أصحاب الفيل الذين قصدوا هدم بيت الله، ويلفته إلى ما حوته القصة من عبرة دالة على عظم قدرته تعالى، وانتقامه من المعتدين على حرماته. فقد سلَّط الله عليهم من جنوده ما قطع أوصالهم وأذهب ألبابهم، ولم يبق منهم غير أثر كأنه غلاف بُر ذَهَبَ لُبَّه(1). ----- (1) تعليق الخبراء على السورة: تشير هذه السورة الشريفة إلى حملة أبرهة الأشرم الحبشى التى وجهها من اليمن نحو مكة لهدم الكعبة ليصرف عنها حجاج العرب، فقد جرد جيشاً كبيرا مزودا ببعض الفيلة، وسار به إلى الحجاز، وعسكر بقرب مكة فى مكان يدعى المغمس، على ثلثى فرسخ من مكة فى طريق الطائف، وهناك دارت مناوشات بينه وبين العرب ولكن حملته باءت بالفشل، وذلك بسبب المتاعب الكثيرة التى لاقاها من القبائل اليمنية والحجازية، ولتفشى المرض فى جيشه كذلك على نحو ما تشير إليه السورة الشريفة، فعاد إلى بلده بعد أن هلك معظم جيشه دون أن يحقق هدفه، وقد دخلت هذه الغزوة التى تكون قد وقعت عام 570 أو 571 ميلادية، فى تقويم عرب الحجاز قبل الإسلام، وعرفت عندهم بعام الفيل وقيل: إن الرسول ولد فيه.

**********

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)
1- قد علمت - يا محمد - علماً لا يخالطه شك فِعْل ربك بأصحاب الفيل؛ الذين قصدوا الاعتداء على البيت الحرام.
* {‏ ألم تر ‏}‏ استفهام تعجب، أي اعجب ‏{‏ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ‏}‏ هو محمود وأصحابه أبرهة ملك اليمن وجيشه، بنى بصنعاء كنيسة ليصرف إليها الحاج عن مكة فأحدث رجل من كنانة فيها ولطخ قبلتها بالعذرة احتقاراً بها، فحلف أبره ليهدمنَّ الكعبة، فجاء مكة بجيشه على أفيال اليمن مقدمها محمود، فحين توجهوا لهدم الكعبة أرسل الله عليهم ما قصَّه في قوله‏:‏ ‏{‏ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ‏} .

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
2- قد علمت أن الله قد جعل سعيهم لتخريب الكعبة فى تضييع وإبطال، فخيب مسعاهم، ولم ينالوا قصدهم.
* {‏ ألم يجعل ‏}‏ أي جعل ‏{‏ كيدهم ‏}‏ في هدم الكعبة ‏{‏ في تضليل ‏}‏ خسارة وهلاك‏.‏

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3)
3- وسلَّط الله عليهم من جنوده طيرا أتتهم جماعات متتابعة وأحاطت بهم من كل ناحية.
* {‏ وأرسل عليهم طيراً أبابيل ‏}‏ جماعات جماعات، قيل لا واحد له كأساطير، وقيل واحده‏:‏ أبول أو بال أو أبيل كعجول ومفتاح وسكين‏.‏

تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)
4- تقذفهم بحجارة من جهنم.
* {‏ ترميهم بحجارة من سجيل ‏}‏ طين مطبوخ‏.‏

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
5- فجعلهم كورق زرع أصابته آفة فأتلفته.
* {‏ فجعلهم كعصف مأكول ‏}‏ كورق زرع أكلته الدواب وداسته وأفنته، أي أهلكهم الله تعالى كل واحد بحجره المكتوب عليه أسمه، وهو أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة يغرق البيضة والرجل والفيل ويصل الأرض، وكان هذا عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

**********
سبب نزول
سورة الفيل

- نزلت في قصة أصحاب الفيل وقصدهم تخريب الكعبة وما فعل الله بهم من إهلاكهم وصرفهم عن البيت وهي معروفة‏.‏

**********

فضائل سورة الفيل

فائدة ( 1 ) :
من قرأ سورة ( الفيل ) فى الحرب قوى على القتال .

فائدة ( 2 ) :
من قرأ سورة ( الفيل ) فى فرائضه شهد له يوم القيامة كل سهل و جبل بأنه كان من المصلين و ينادى له يوم القيامة مناد ( صدقتم على عبدى قبلت شهادتكم له و عليه أدخلوه الجنة ولا يحاسبوه فأنه ممن أحبه الله و أحب عمله ) .

فائدة ( 3 ) :
تقرأ سورة ( الفيل ) ( 100 مرة ) لدفع الاعداء و الحساد .

فائدة ( 4 ) :
اذا قرئت سورة ( الفيل ) بين المعسكرين انهزم الباغى منهم و خذل .

فائدة ( 5 ) :
اذا قرأ سورة ( الفيل ) أحد فى وجه عدو انتصر و ولى هاربا .

فائدة ( 6 ) :
من خواصها روى عن النبى أنه قال : (( من قرأ هذه السورة أعاذه الله من العذاب و المسخ فى الدنيا و أن قرأت على الرماح التى تصادم كسرت ما تصادمه )) .

فائدة ( 7 ) :
قراءة سورة ( الفيل ) فى نافلة الفجر تبعد العدو و تكفيك شره .

فائدة ( 8 ) :
قال رسول الله : (( من قرأ سورة ( الفيل ) أعفاع الله أيام حياته من الخسف و المسخ )) .

هناك تعليق واحد:

  1. والله كلش جميل الكلام والتفسير اللهم احفضنه وانصرنا على الشرك يا الله يا الله

    ردحذف