الأربعاء، 1 يوليو 2009

99- سورة الزلزلة


99- سورة الزلزلة
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم آيات هذه السورة لا تجاوز أحوال القيامة: زلزال الأرض، وخروج الكنوز والموتى منها، وعجب الإنسان وتساؤله عمَّا فاجأه ، وانصراف الناس من قبورهم متفرقين ليلاقوا جزاءهم .

**********

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
1- - إذا حُرِّكت الأرض حركة شديدة، واضطربت أقوى ما يكون من التحريك والاضطراب الذى تطيقه وتحتمله.
* { إذا زُلزلت الأرض ‏}‏ حركت لقيام الساعة ‏{‏ زلزالها ‏}‏ تحريكها الشديد المناسب لعظمتها‏.‏

وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)
2- وأخرجت الأرض ما فى بطنها من الكنوز والموتى.
* { وأخرجت الأرض أثقالها ‏}‏ كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها‏.‏

وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)
3- وقال الإنسان فى دهشة وخوف: ما للأرض تتزلزل، وتخرج ما فى بطنها. جاءت الساعة؟!
* { وقال الإنسان ‏}‏ الكافر بالبعث ‏{‏ مالها ‏}‏ إنكاراً لتلك الحالة‏.‏

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)
4- يومئذٍ تُحِّدث الأرض الإنسان أخبارها التى أفزعته بأن ربه وخالقه أوحى لها: أن تتزلزل وتضطرب، فسارعت إلى امتثال أمره.
* { يومئذ ‏}‏ بدل من إذا وجوابها ‏{‏ تُحدث أخبارها ‏}‏ تخبر بما عمل عليها من خير وشر‏.‏

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)
5- يومئذٍ تُحِّدث الأرض الإنسان أخبارها التى أفزعته بأن ربه وخالقه أوحى لها: أن تتزلزل وتضطرب، فسارعت إلى امتثال أمره.
* ‏( بأن ‏)‏ بسبب أن ‏(‏ ربك أوحى لها ‏)‏ أي أمرها بذلك ، وفي الحديث ‏
"‏ تشهد على كل عبد أو أمة بكل ما عمل على ظهرها ‏"‏ ‏.‏

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
6- يومئذٍ يخرج الناس من قبورهم سراعًا متفرقين، ليتبيَّنوا حسابهم وجزاءهم الذى وعدهم الله به.
* { يومئذ يصدر الناس ‏}‏ ينصرفون من موقف الحساب ‏{‏ أشتاتاً ‏}‏ متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار ‏{‏ ليروا أعمالهم ‏}‏ أي جزاءها من الجنة أو النار‏.‏

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
7- فمن يعمل زنة ذرة من التراب خيرًا. يره فى صحيفته ويلق جزاءه عليه.
* { فمن يعمل مثقال ذرة ‏}‏ زنة نملة صغيرة ‏{‏ خيراً يره ‏}‏ ير ثوابه‏.‏
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : ‏{‏ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ‏}‏ الاية : اخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت ‏{‏ و يطعمون الطعام على حبه ‏}‏ الاية كان المسلمون يرون انهم لا يؤجرون على الشئ القليل اذا أعطوه و كان أخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة و النظرة و الغيبة و أشباه ذلك و يقولون : أنما وعد الله النار على الكبائر فأنزل الله ‏{‏ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ‏}‏ .

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
8- ومن يعمل زنة ذرة من التراب شرًّا. يره كذلك، ويلق جزاءه ولا يظلم ربك أحدًا.
* { ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ‏}‏ ير جزاءه‏.‏
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : ‏{‏ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ‏}‏ الاية : قال مقاتل‏:‏ نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة ويقول‏:‏ ما هذا شيء وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة والغيبة والنظرة ويقول‏:‏ ليس علي من هذا شيء إنما أوعد الله بالنار على الكبائر فأنزل الله عز وجل يرغبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر ‏{‏فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ‏}‏ إلى آخرها‏.‏


**********

أسباب نزول آيات
سورة الزلزلة

أخبرنا أبو منصور البغدادي ومحمد بن إبراهيم المزكي قال‏:‏ أخبرنا أبو عمرو بن مطر أخبرنا إبراهيم بن علي الذهلي أخبرنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب عن حسين بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجيلي عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ نزلت ‏{ ‏إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها ‏}‏ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما يبكيك يا أبا بكر قال‏:‏ أبكاني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون ، فيغفر لهم .


**********


فضائل سورة الزلزلة


فائدة ( 1 ) :
عن أبى هريرة ( رضى الله عنه ) قال : سمعت الرسول يقول : (( من قرأ فى ليلة ( إِذَا زُلْزِلَتِ ) كان له عدل نصف القرآن )) .

فائدة ( 2 ) :
قال النبى : ((( إِذَا زُلْزِلَتِ ) تعدل نصف القرآن , و ( قل يا أيها الكافرون ) تعدل ربع القرآن , و ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن )) .

فائدة ( 3 ) :
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبى فقال : (( يا رسول الله أقرئنى القرآن , قال : اقرأ ثلاثا من ذوات ( الر ) , قال الرجل : كبر سنى و ثقل لسانى و غلظ قلبى , قال رسول الله : اقرأ من ذوات ( الحواميم ) , قال الرجل : و لكن أقرئنى يا رسول الله سورة جامعة , فأقراه رسول الله ( اذا زلزلت الارض زلزالها ) حتى بلغ ( و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) , قال الرجل : و الذى بعثك بالحق ما أبالى ألا أزيد عليها حتى ألقى الله عز و جل و لكن أخبرنى بما على من عمل ما أطقت العمل قال رسول الله : (( الصلوات الخمس و صيام رمضان و حج البيت و أد زكاة مالك و أمر بالمعروف و أنهى عن المنكر )) .

فائدة ( 4 ) :
قال الامام الصادق ( رضى الله عنه ) : (( لا تملوا من قراءة سورة ( الزلزلة ) فأنه من كانت فى نوافله لم يصبه الله عز و جل بزلزلة أبدا و لم يمت بها ولا بصاعقة ولا بأفة من أفات الدنيا فأن مات مات أمر به الى الجنة )) .

فائدة ( 5 ) :
قرأءة سورة ( الزلزلة ) لرؤية الضائع .

فائدة ( 6 ) :
قراءة سورة ( الزلزلة ) كأستخارة لغاية أية ( بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)) و أقول توكيل الموضوع ( 7 مرات ) .

فائدة ( 7 ) :
قال رسول الله : (( من أكثر من قراءة سورة ( الزلزلة ) فى صلاتة فتح الله له من كنوز الارض و أمن ممن يخاف )) .

فائدة ( 8 ) :
عن الصادق ( رضى الله عنه ) قال : (( من قرأ سورة ( الزلزلة ) ( 4 مرات ) فكأنما قرأ القرآن كله )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق