الأربعاء، 1 يوليو 2009

98- سورة البينة


98- سورة البينة
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم علم أهل الكتاب من كتبهم، وعلم منهم مشركو مكة نعوت نبى آخر الزمان، وكان مقتضى ذلك أن يؤمنوا به إذا بُعِثَ. فلما بعث فيهم رسول الله مؤيدًا بالقرآن اختلفوا وأخلفوا وعدهم، وتبعة أهل الكتاب فى ذلك أشد من المشركين، وأمر هؤلاء جميعًا فى الآخرة أن يُخلَّدوا فى النار، والمؤمنون أصحاب المنازل العالية فى الفضل هم خير البرية، جزاؤهم الخلود فى الجنة، والرضى بما بلغوا من المطالب وأعطوا من المآرب، هذا النعيم لمن خاف ربه.

**********
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)
1- لم يكن الذين كفروا بالله وبرسوله من اليهود والنصارى، ومن المشركين منصرفين عن غفلتهم وجهلهم بالحق حتى تأتيهم الحُجة القاطعة.
* ‏{ لم يكن الذين كفروا من ‏}‏ للبيان ‏{‏ أهل الكتاب والمشركين ‏}‏ أي عبدة الأصنام عطف على أهل ‏{‏ منفكين ‏}‏ خبر يكن، أي زائلين عما هم عليه ‏{‏ حتى تأتيهم ‏}‏ أي أتتهم ‏{‏ البينة ‏}‏ أي الحجة الواضحة وهي محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)
2- رسول مبعوث من عند الله يقرأ عليهم صحفًا مُنزَّهة عن الباطل، فيها أحكام مستقيمة ناطقة بالحق والصواب.
* ‏{ رسول من الله ‏}‏ بدل من البينة وهو النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ يتلو صحفاً مطهرة ‏}‏ من الباطل‏.‏

فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)
3- رسول مبعوث من عند الله يقرأ عليهم صحفًا مُنزَّهة عن الباطل، فيها أحكام مستقيمة ناطقة بالحق والصواب.
* ‏{ فيها كتب ‏}‏ أحكام مكتوبة ‏{‏ قيمة ‏}‏ مستقيمة، أي يتلو مضمون ذلك وهو القرآن، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر‏.‏

وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)
4- وما تفرق الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى. إلا من بعد ما جاءتهم الحُجة الواضحة الدالة على أن محمدًا هو رسول الله الموعود به فى كتبهم.
* ‏{ وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ‏}‏ في الإيمان به صلى الله عليه وسلم ‏{‏ إلا من بعد ما جاءتهم البينة ‏}‏ أي هو صلى الله عليه وسلم أو القرآن الجائي به معجزة له وقبل مجيئه صلى الله عليه وسلم كانوا مجتمعين على الإيمان به إذا جاءه فحسده من كفر به منهم‏.‏

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
5- وما كُلِّفوا بما كُلِّفوا به إلا لتكون عبادتهم لله مخلصين له الدين، مائلين عن الباطل مستقيمين على الحق، وأن يحافظوا على الصلاة ويؤدوا الزكاة، وذلك دين الملة المستقيمة.
* ‏{ وما أمروا ‏}‏ في كتابهم التوراة والإنجيل ‏{‏ إلا ليعبدوا الله ‏}‏ أي أن يعبدوه فحذفت أن وزيدت اللام ‏{‏ مخلصين له الدين ‏}‏ من الشرك ‏{‏ حنفاء ‏}‏ مستقيمين على دين إبراهيم ودين محمد إذا جاء فكيف كفروا به ‏{‏ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين ‏}‏ الملة ‏{‏ القيِّمة ‏}‏ المستقيمة‏.‏

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
6- إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم يصلونها و لا يخرجون منها. أولئك هم شر الخليقة عقيدة وعملاً.
* ‏{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها ‏}‏ حال مقدرة، أي مقدراً خلودهم فيها من الله تعالى ‏{‏ أولئك هم شر البرية ‏}‏ ‏.‏

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
7- إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، أولئك هم خير الخليقة عقيدة وعملاً.
* ‏{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ‏}‏ الخليقة‏.‏
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)
8- جزاؤهم فى الآخرة على ما قدموا من الإيمان والأعمال الصالحة و جنات إقامة تجرى من تحتها الأنهار ماكثين فيها أبدًا، قَبِلَ الله أعمالهم، وشكروا إحسانه إليهم. ذلك الجزاء لمَن خاف عقاب ربه، فآمن وعمل صالحًا.
* ‏{ جزاؤهم عند ربهم جنات عدن ‏}‏ إقامة ‏{‏ تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ‏}‏ بطاعته ‏{‏ ورضوا عنه ‏}‏ بثوابه ‏{‏ ذلك لمن خشي ربه ‏}‏ خاف عقابه فانتهى عن معصيته تعالى‏.
**********

فضائل سورة البينة


فائدة ( 1 ) :
تسلم الحامل اذا شربت من مائها , و تعلق على صاحب اليرقان , و على صاحب بياض العين بعد أن يشربا من مائها .

فائدة ( 2 ) :
يدفع قراءتها شر الطعام المسموم , و اذا كتبت على جميع الاورام زالت .

فائدة ( 3 ) :
قال الامام الباقر ( رضى الله عنه ) : (( من قرأ سورة ( البينة ) كان بريئا من الشرك و أدخل فى دين محمد و بعثة الله عز و جل مؤمنا و حاسبه حسابا يسيرا )) .

فائدة ( 4 ) :
عن النبى أنه قال : (( أن الملائكة المقربين ليقرؤون سورة ( البينة ) منذ خلق السموات و الارض لا يفترون عن قراءتها )) .

فائدة ( 5 ) :
عن أنس ( رضى الله عنه ) أنه قال لابى بن كعب ( رضى الله عنه ) : (( أن الله أمرنى أن أقرا عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) )) , و قال علية السلام : (( لو يعلم الناس ما فى ( لَمْ يَكُنِ ) لعطلوا الاهل و المال و لتعلموها )) .

فائدة ( 6 ) :
ما من عبد يقرأ سورة ( البينة ) بليل الا بعث الله له ملائكة يحفظونة فى دينه و دنياه .

فائدة ( 7 ) :
قال الذى لا ينطق عن الهوى : (( ان الله يسمع قراءة سورة ( البينة ) فيقول ( أبشر عبدى فوعزتى و جلالى ولا أنساك على حال من أحوال الدنيا و الاخرة و لامكننك من الجنة حتى ترضى )) .

فائدة ( 8 ) :
قال رسول الله : (( من قرأ هذه السورة كان يوم القيامة مع خير البرية مساء و مقيلا )) .

هناك تعليق واحد:

  1. بسم اللة ما شا ءاللة لا قو ة الا بلة جعلة الله فى ميزان حسنا تكم وجزاكم الله خير عن امة محمد صلى الله علية وسلم

    ردحذف