الأربعاء، 1 يوليو 2009

111- سورة المسد


111- سورة المسد
مقدمة السورة



بسم الله الرحمن الرحيم بدأت هذه السورة بالإخبار بهلاك أبى لهب عدو الله ورسوله، وعدم إغناء شىء عنه من ذلك - مالاً كان أو جاهاً أو غيرهما - وتوعدته فى الآخرة بنار موقدة يصلاها ويشوى بها، وقرنت زوجته به فى ذلك. واختصتها بلون من العذاب، هو ما يكون حول عنقها من حبل تجذب به إلى النار زيادة فى التنكيل بها لما كانت عليه من إيذاء الرسول والإساءة إلى دعوته.

**********


تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
1- هلكت يدا أبى لهب اللتان كان يؤذى بهما المسلمين، وهلك معهما.
* لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه وقال‏:‏ إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب‏:‏ تباً لك ألهذا دعوتنا، نزل ‏{‏ تبت ‏}‏ خسرت ‏{‏ يدا أبي لهب ‏}‏ أي جملته وعبر عنها باليدين مجازاً لأن أكثر الأفعال تزاول بهما، وهذه الجملة دعاء ‏{‏ وتبَّ ‏}‏ خسر هو، وهذه خبر كقولهم‏:‏ أهلكه الله وقد هلك، ولما خوَّفه النبي بالعذاب، فقال‏:‏ إن كان ابن أخي حقاً فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل‏:‏
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : ‏{‏ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ‏}‏ الاية : أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري أخبرنا حاجب بن أحمد أخبرنا محمد بن حماد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال‏:‏ يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا له‏:‏ ما لك قال‏:‏ أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك ألهذا دعوتنا جميعاً فأنزل الله عز وجل ‏
‏{‏ ‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ ‏‏} ‏إلى آخرها‏.‏
رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية إلى آخرها‏.‏
أخبرنا سعد بن محمد العدل أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام أخبرنا يزيد بن زريع عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا آل غالب‏:‏ يا آل لؤي يا آل مرة يا آل كلاب يا آل عبد مناف يا آل قصي إني لا أملك لكم من الله منفعة ولا من الدنيا نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك لهذا دعوتنا فأنزل الله تعالى ‏
‏{‏ ‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ ‏‏} ‏‏.‏
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ أخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا مكي بن عبدان أخبرنا عبد الله بن هاشم أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ لما أنزل الله تعالى ‏
‏{‏ ‏وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ ‏‏}‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى‏:‏ يا صباحاه فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء ورجل يبعث رسوله فقال‏:‏ يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب‏:‏ تباً لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا فأنزل الله تعالى ‏‏{‏ ‏تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ ‏‏}‏‏.‏

مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
2- ما دفع عنه عذاب الله ماله الذى كان له، ولا جاهه الذى كسبه .
* { ما أَغنى عنه ماله وما كسب ‏}‏ أي وكسبه، أي ولده ما أغنى بمعنى يغني‏ .‏


سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)
3- سيدخل نارا مشتعلة يحترق فيها .
* { سيصلى ناراً ذات لهب ‏}‏ أي تلهب وتوقد فهي مآل تكنيته لتلهب وجهه إشراقاً وحمرة ‏.‏

وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
4- وستدخل امرأته حَمَّالة النميمة بين الناس النار كما دخلها .
* { وامرأته ‏}‏ عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل بالمفعول وصفته وهي أم جميل ‏{‏ حمالةُ ‏}‏ بالرفع والنصب ‏{‏ الحطب ‏}‏ الشوك والسعدان تلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
5- فى عنقها حبل من ليف للتنكيل بها .
* { في جيدها ‏}‏ عنقها ‏{‏ حبل من مسد ‏}‏ أي ليف وهذه الجملة حال من حمالة الحطب الذي هو نعت لامرأته أو خبر مبتدأ مقدر‏.‏


**********

فضائل سورة المسد


فائدة ( 1 ) :
تقرأ سورة ( المسد) على الاوجاع و الامغاص يشفى بأذن الله تعالى .

فائدة ( 2 ) :
قال النبى : (( من قرأها رجوت ألا يجمع الله بينه و بين أبى لهب فى دار واحدة )) .

فائدة ( 3 ) :
اذا كتبت سورة ( المسد) على وجع يخاف من زيادته قصر و كانت عاقبته الى خير .

فائدة ( 4 ) :
اذا قرئت سورة ( المسد) عند الدخول على سلطان أو جبار كفاه الله شره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق