الأربعاء، 1 يوليو 2009

113- سورة الفلق


113- سورة الفلق
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم طلبت هذه السورة من النبى صلى الله عليه وسلم أن يلجأ إلى ربه، ويعتصم به من شر كل ذى شر من مخلوقاته، ومن شر الليل إذا دخل ظلامه. لما يصيب النفوس فيه من الوحشة، ولما يتعذر من دفع ضرره، ومن شر المفسدات الساعيات فى حل مابين الناس من روابط وصلات، ومن شر حاسد يتمنى زوال ما يسبغ الله على عباده من نعمه .
**********

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
1- قل أعتصم برب الصبح الذى ينجلى الليل عنه.
* {‏ قل أعوذ برب الفلق ‏}‏ الصبح‏.‏

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
2- من شر كل ذى شر من المخلوقات التى لا يدفع شرها إلا مالك أمرها.
* {‏ من شر ما خلق ‏}‏ من حيوان مكلف وغير مكلف وجماد كالسم وغير ذلك‏.‏

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
3- ومن شر الليل إذا اشتد ظلامه.
* {‏ ومن شر غاسق إذا وقب ‏}‏ أي الليل إذا أظلم والقمر إذا غاب‏.‏

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
4- ومن شر من يسعى بين الناس بالإفساد باستخدام السحر.
* {‏ ومن شر النفاثات ‏}‏ السواحر تنفث ‏{‏ في العقد ‏}‏ التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق، وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور‏.‏

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
5- ومن شر حاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره.
* {‏ ومن شر حاسد إذا حسد ‏}‏ أظهر حسده وعمل بمقتضاه، كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الثلاثة الشامل لها ما خلق بعده لشدة شرها‏.


**********


سبب نزول هذه السورة
والتى بعدها


قال المفسرون‏:‏ كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها
وكان الذي تولى ذلك : لبيد بن الأعصم اليهودي ، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان .
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ، ولبث ستة أشهر ، يرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه .
فبينما هو نائم ذات يوم : إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه .
فقال الذي عند رأسه‏:‏ ما بال الرجل ؟
قال‏:‏ طُبّ .
قال‏:‏ وما الطُبُّ ؟
قال‏:‏ سِحْرٌ .
قال‏:‏ ومَن سَحَرَه ؟
قال‏:‏ لَبيد بن الأعصم اليهودي .
قال‏:‏ وبم طبه ؟
قال‏:‏ بمُشْط ومُشَاطة .
قال‏:‏ وأين هو ؟
قال‏:‏ في جُفِّ طَلْعَةٍ تحت راعوفَة في بئر ذَرْوان‏.‏
و "الجف " : قشر الطلع .
و " الراعوفة " : حجر فى أسفل البئر ، يقوم عليه الماتح بالدلو .
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا عائشة ..!! أما شعرت أن الله أخبرني بدائي..!!

ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الجف ، فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه أحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر
فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين
فجعل كلما قرأ آية : انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة ، حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما أُنشِطَ من عِقال ، وجعل جبريل عليه السلام يقول‏:‏ بسم الله أرقيك ، من كل شىء يؤذيك ، ومن حاسد وعين الله يشفيك .
فقالوا‏:‏ يا رسول الله ..!! أولا نأخذ الخبيث فنقتله ..؟
فقال‏:‏ أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن أثير على الناس شراً‏.‏
فهذا : من حلم رسول الله صبى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أخبرنا أحمد بن علي الموصلي ، أخبرنا مجاهد بن موسى ، أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه ليتخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل ، حتى إذا كان ذات يوم

- وهو عندي - دعا الله ودعا ، ثم قال‏:‏ أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ..؟
قلت‏:‏ وما ذاك يا رسول الله قال‏:‏ أتاني ملكان ، وذكر القصة بطولها‏.‏
رواه : البخارى ، عن عبيد بن اسماعيل ، عن أبى أسامة.
ولهذا الحديث : طرق فى الصحيحين .
رواه البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة .
ولهذا الحديث طريق في الصحيحين‏.‏


**********



فضائل سورة الفلق

فائدة ( 1 ) :
قال رسول الله : (( قراءة سورة ( الاخلاص ) و ( المعوذتين ) حين تمسى و حين تصبح ( 3 مرات ) تكفيك من كل شئ )) .

فائدة ( 2 ) :
قال رسول الله : (( يا عقبة : ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) يا عقبة اقرأهما كلما نمت و قمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما )) .

فائدة ( 3 ) :
أن رسول الله اشتكى شكوى شديدة ووجع وجعا شديدا فأتاه جبرائيل و ميكائيل ( رضى الله عنهم ) فقعد جبرائيل ( رضى الله عنه ) عند رأسه و ميكائيل عند رجليه فعوذه جبرائيل بـ ( قل أعوذ برب الفلق ) و عوذه ميكائيل بـ ( قل اعوذ برب الناس ) .

فائدة ( 4 ) :
من أدمن قراءة سورة ( الفلق ) تيسرت له الارزاق و حفظ من شر الخلق و حسدهم .

فائدة ( 5 ) :
قراءة سورة ( الفلق ) أمان من شر الجن و الانس .

فائدة ( 6 ) :
قراءة سورة ( الفلق و الناس ) أمان من كل أفه ووجع .

فائدة ( 7 ) :
من قرأهما سور ( الفلق و الناس ) فى صباح و مساء أمن من كل أفه .

فائدة ( 8 ) :
من قرأهما سور ( الفلق و الناس ) عند الدخول على السلاطين كفى شرهم و من قرأهما نال الخير .

فائدة ( 9 ) :
من كتب سور ( الفلق و الناس ) و علقهما على مصروع أفاق .

فائدة ( 10 ) :
( الفلق و الناس ) هما نافعتان لكل ما يعرض للاطفال و فيهما من النفع و الخواص ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

فائدة ( 11 ) :
قال الحكيم : اعلم ان هذين السورتين لهما خواص عظيمة و اعلم ان هذه الخواص لها سر من الاسرار المكنونة التى لا يحصرها الا من خصة الله بها و من رعاها حق رعايتها أظهرت له كل غريب و علم عجيب لتلك الاسرار التى خفت عن الناس و أدرك كل ما يريد و لكن مع ذلك حسن القصد خالص الطوية و الاعمال بالنيات و حسن النية يزيل الشك و الله أعلم بالصواب و اليه المرجع و المأب .

فائدة ( 12 ) :
يستحب قراءة سورة ( الفلق ) فى الفجر ( 3 مرات ) فهى منجية له من مهالك يومة و حافظة له .

فائدة ( 13 ) :
من سبح بسورة ( الفلق ) ( 1000 مرة ) فى عمره فهى منجية له من جميع المهالك فى حياته و قاضية لكل أمورة و مفسدة لجميع العكوسات السابقة و اللاحقة و مهلكة لاعدائه و يكون مسموع الكلمة و يرزق النظر الى وجة الحق يوم الدين و تفتح لقارئها أبواب الرزق .

فائدة ( 14 ) :
من سبح بسورة ( الفلق ) لغائب فأنه يراه بأذن الله تعالى .

فائدة ( 15 ) :
من دعى بها بعد صلاة الجمعة تكون دعوته مستجابه بأذن الله تعالى .

فائدة ( 16 ) :
أخرج ابن السنى من حديث عائشة ( رضى الله عنها ) من قرأ بعد صلاة الجمعة ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ( 7 مرات ) اعاذه الله تعالى من السوء الى الجمعة الاخرى .

فائدة ( 17 ) :
عن ابن مسعود ( رضى الله عنه ) ان النبى كان يكره الرقى الا بالمعوذات .

فائدة ( 18 ) :
أخرج أبو داود عن عقبة بن عامر ( رضى الله عنه ) قال : بينما أنا أسير مع رسول الله بين ( الجحفة ) و ( الابواء ) اذا غشيتنا ريح و ظلمة شديدة فجعل رسول الله يتعوذ بــ ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) و يقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما .

فائدة ( 19 ) :
من كان مريضا أو مسحورا فقرأ سورتى ( المعوذتين ) لنفسه أو يأمر ليقرأ عليه ( 41 مرة ) شفاه الله تعالى و يداوم عليها ( 3 أيام ) أو ( 5 أيام ) أو ( 7 أيام ) .

فائدة ( 20 ) :
من غلبت عليه الخواطر النفسانية أو الاوهام السوداوية او الظلمات الشيطانية من الروحانية و الجسمانية أو توجهت عليه المصائب من الحوادث الدهرية أو السطوات السلطانية فليقرأ سورتى ( المعوذتين ) ( 100 مرة ) أو الزيادة الى ( 1000 مرة ) فلينظر الامر كيف يكون كذا فى خواص القران .

هناك تعليقان (2):

  1. اسمح لي بان اكتب رابطك في الموقع الالكتروني مع الشكر.

    ردحذف