الأربعاء، 1 يوليو 2009

110- سورة النصر


110- سورة النصر
مقدمة السورة


بسم الله الرحمن الرحيم طلبت هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات أن تسبح بحمد ربك، وتنزهه عما لا يليق به، وتستغفره لنفسك وللمؤمنين لأنه التواب الذى يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات. ----- تعليق الخبراء على سورة النصر: تشير هذه السورة الشريفة إلى فتح مكة، والسبب المباشر لفتح مكة هو نَقض قريش لهدنة الحديبية بمهاجمتها خزاعة - وكانت قد دخلت فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - ومظاهرتها بنى بكر عليها، عند هذا رأى النبى أن ما قامت به قريش من نقض للعهد يُحتم عليه فتح مكة، فحشد جيشاً قويا مكونا من عشرة آلاف مقاتل، وسار فى رمضان من العام الثامن للهجرة ( ديسمبر سنة 630م ) فأوصى رجاله بعدم القتال إلا إذا أكرهوا عليه. وقد شاء الله أن يدخل النبى وجيشه مكة من غير حرب، وهكذا استطاع أن يكسب أكبر نصر فى تاريخ الدعوة الإسلامية بغير حرب وبغير إراقة دماء.

**********

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
1- إذا تحقق نصر الله والفتح لك وللمؤمنين.
* { إذا جاء نصر الله ‏}‏ نبيَّه صلى الله عليه وسلم على أعدائه ‏{‏ والفتح ‏}‏ فتح مكة‏.‏
** ( أسباب النزول ) : قوله تعالى : ‏{‏ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ‏}‏ الاية : أخرج عبد الرازق فى مصنفه عن معمر عن الزهرى قال : لما دخل رسول الله ( صلى الله علية و سلم ) مكة عام الفتح بعث خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر بالسلام فرفع عنهم فدخلوا فى الدين فأنزل الله ‏{‏ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ‏}‏ حتى ختمها .

وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
2- ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات جماعات.
* { ورأيت الناس يدخلون في دين الله ‏}‏ أي الإسلام ‏{‏ أفواجاً ‏}‏ جماعات بعدما كان يدخل فيه واحد واحد، وذلك بعد فتح مكة جاءه العرب من أقطار الأرض طائعين‏.‏

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
3- فاشكر ربك، وسبح بحمده. واطلب مغفرته لك ولأمتك. إنه كان تَوَّابا كثير القبول لتوبة عباده.
* { فسبح بحمد ربك ‏}‏ أي متلبساً بحمده ‏{‏ واستغفره إنه كان تواباً ‏}‏ وكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قول‏:‏ سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، وعلم بها أنه قد أقترب أجله وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر‏.‏


**********


أسباب نزول
سورة النصر



نزلت في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وعاش أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ أخبرنا الحسن بن سفيان أخبرنا عبد العزيز بن سلام أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال‏:‏ حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالى ‏{‏إِذا جاءَ نَصرُ اللهِ‏}‏ قال‏:‏ يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا‏:‏ جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان تواباً‏.‏


**********


فضائل سورة النصر


فائدة ( 1 ) :
قال الامام الصادق ( رضى الله عنه ) : (( من قرأ سورة ( النصر) فى نافله أو فريضة نصره الله على اعدائه و جاء يوم القيامة و معه كتاب ينطق قد اخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من حر جهنم و من النار و من زفير جهنم فلا يمر على شئ يوم القيامة الا بشره و أخبره بكل خير حتى يدخله الجنة و يفتح له فى الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمنى و لم يخطر على قلبه )) .

فائدة ( 2 ) :
من خواص القران روى عن النبى أنه قال : (( من قرا هذه السورة أعطى من الاجر كمن شهد مع النبى يوم فتح مكة )) .

فائدة ( 3 ) :
قال رسول الله : (( من قرأها فى صلاته قبلت بأحسن قبول , و قال : من قرأها عند كل صلاة سبع مرات قبلت منه الصلاة أحسن قبول )) .

هناك تعليق واحد: